قطرة المطر
تعلقـت قطورة بأمها وهي ترتجف من الخوف قائلة:أرجوك يا أمي دعيني متمسكة بك لا أريد
أن أنزل مع إخوتـي إلى الأرض إنني خائفة .
الأم :ولكنك يا صغيرتي لن تفارقيني وإنما عليك أن تهطلي معنا حتى نقوم بمهمتنا التي سخرنا الله للقيام بها و.........
قاطعتها قطورة محتدة :ولكنني خائفة والمسافة تبدو بعيدة من هنا للأرض فكيف لنا أن نهطل
دون أن نصاب بسوء كلا لاأريد...
ضحكت الأم قائلة :لا تخافي لن يخدث لنا شيء فنحن خُلقنا لكي نسقي الأرض والإنسان وكل
شيء ثم نتغلغل في الأرض لنعود إلى البحر مرة ثانية ونتبخر بأشعة الشمس مرة أخرى إلى السماء لذلك عليك أن تتعلمي كيف تنزلي بسهولة دون أن تبتعدي عن إخوتك كثيراً واحذري الريح فقد تحملك مسافات بعيدة عنا .
قطورة الصغيرة :ماذا تقولين يا أمي هل يمكن أن أبتعد عنك أنت وإخوتي كلا لا أريد ذلك
سأبقى متمسكة بك حتى لا أفارقك أبداً.
حملت الأم طفلتها الصغيرة بين ذراعيها ثم مسحت دموع ابنتها التي بدأت تتدحرج على خديها قائلة لها:اسمعي يا ابنتي لقد خلق الله الكون بنظام مبدع وجعل لكل كائن فيه عمل
يقوم به وكذلك نحن علينا أن نقوم بعملنا دون تذمراً وهل هناك أنبل من عملنا وهو سقاية الكائنات الحية ألا تذكرين قوله تعالى
وجعلنا من الماء كل شيء حي )
أشرق وجه الصغيرة بضحكة بريئة ارتسمت على شفتيها وهي تنظر لأمها التي تابعت حديثها
قائلة :وأنت يا قطورتي الصغيرة عندما تسقين الكائنات ويحمدون الله على نعمة المطر ينالك الثواب وقد تعودين مع إخوتك للسماء مرة ...ولم تكمل الأم كلامها لأن ريحاً قوية هبت مقاطعة إياها وحملت قطرات المطر التي أخذت تتساقط في كل الاتجاهات وصارت قطورة تصرخ مستنجدة بأمها التي انفصلت عنها لتحط فوق غصن شجرة صغيرة عطشى تكسرت معظم أغصانها وما زالت تكافح حتى تبقى حية وقد قامت قطورة مع من سقط من إخوتها على الشجرة الصغيرة بترطيبها بالماء لكنها سمعت حفيفاً عريضاً قربها فالتفتت لترى شجرة كبيرة تمد أغصانها محاولة أن تحجب المطر عن الشجرة الصغيرة لكن قطورة انزعجت منها وخاطبتها قائلة:ابتعدي عني من حق هذه الشجرة الصغيرة أن تشرب المطر أيضاًولم تمهلها الريح لتتابع حديثها حيث عصفت بالشجرة الكبيرة فكسرتها كلها ودامت العاصفة القوية ساعات طوال ثم هدأالجو وكانت قطورة قد أتمت مهمتها وتغلغلت بباطن الأرض لتصادف منبعاًللماء فتسير مع ماء الينبوع حتى وصلت إلى النهر فتعجبت من كبره ولكنها بعد أن سارت مع ماء النهر لتصل إلى البحر حمدت الله على نعمه الكثيرة حينما رأت الشمس وإخوتهاالذين يتبخرون إلى السماء بسبب حرارة الشمس ليشكل كل واحد منهم سحابة كبيرة وكذلك قطورة التي أصبحت سحابة في السماء تنتظر أن يعهد إليها بسقاية أرض ما حتى تسارع لتنفيذ ذلك فسبحان الله الذي أبدع الكون العظيم .